فاز الشاعر المصري عمرو قطامش، مساء أول من أمس، بلقب «أفضل موهبة عربية» بعد معركة حامية الوطيس خاضها مع عشرات المواهب الفذة التي تبارت في برنامج «مواهب العرب» أو «أرابس غوت تالنت» على شاشة تلفزيون «إم بي سي 4». ووصل قطامش إلى التصفية النهائية مع 12 موهبة أخرى وسط تنافس قوي وحاد، وكان عليه أن يظهر تفوقه على أصحاب مهارات في الرسم والغناء الأوبرالي والسحر، كما إلقاء الشعر والألعاب البلهوانية، وفنون أخرى.
وحبس الجمهور أنفاسه حتى اللحظة الأخيرة، حيث أعلن عن ثلاثة فائزين نالوا النسبة الأعلى من تصويت الجمهور، وهم الساحر السعودي أحمد البايض الذي قدم عرضا باهرا، كما الرسام المغربي نور الدين بنوقاص القادر على تحويل لوحته وهو يرسمها إلى متعة للناظر، إضافة إلى عمرو قطامش، البارع في كتابة وإلقاء «الشعر الحلمنتيشي» مع قدرة تمثيلية لافتة على طريقة «ستاند أب كوميدي». لكن تصويت الجمهور جاء في النهاية لصالح قطامش الذي اختار ثورة 25 يناير وما سبقها وتلاها، موضوعا لشعره. وقال قطامش بعد انتهاء البرنامج إنه كان في ميدان التحرير طوال مدة الثورة، ونام 16 يوما على أكياس الزبالة، ولم يأكل غير الخبز وبعض الجبنة «بينما كنا نتهم بتسلم الأموال وأكل وجبات الكنتاكي». وقال عن نفسه «أنا شاب مصري فقير جدا، صحيح أنني مهندس بترول لكنني لم أعمل سوى شهرين». وفاز قطامش بمبلغ نصف مليون ريال سعودي وسيارة شيفروليه، وعبر عن رغبته في إرسال أمه وجدته إلى الحج، قائلا إنه لم يفكر في الربح أبدا و«كل ما تمنيته هو أن أوصل كلمتي إلى الناس، وها هي وصلت». وفي إجابة عن سؤال مبطن حول ما إذا كان قد استغل حماسة الناس للثورة المصرية في شعره ليفوز بالجائزة، قال قطامش: «كثيرون غنوا للثورة وكتبوا من وحيها، لكنهم لم يصلوا جميعهم إلى قلوب الناس بالضرورة».
وأكد قطامش، أنه لم يكن يتوقع الربح أبدا، مضيفا «ليس عندي ثقة بنفسي أساسا. وكي أتأكد أن ما أفعله جيد آخذ رأي كل من حولي باستمرار». وشرح في جلسة مع الصحافيين بعد الانتهاء من بث الحلقة على الهواء مباشرة، أنه كان يتوقع فوز اللبناني جوني مادنس، واعتبر أنه كان باهرا في تقديم «البوكس بيت» أو الإيقاعات والموسيقى التي يعزفها بواسطة فمه، رافضا أن يعتبر نفسه شاعرا بالعامية.
وقال قطامش: «ليس هناك شعر بالعامية وآخر بالفصحى، هناك شعر عربي وحسب».
وجدير بالذكر أن الشعر الحلمنتيشي الذي فاز قطامش بتقديمه، هو نوع من الشعر يجمع العامي بالفصيح، وينزع إلى الأسلوب الكوميدي الساخر في طرح القضايا الاجتماعية. وعلى الرغم من أن كثيرين لا يعرفون هذا الصنف الشعري، فإنه موجود ويقال إن الشاعر حسين شفيق المصري، هو أول من أطلق عليه هذه التسمية عليه.
وكان واضحا من أداء الفائز عمرو قطامش أن له قدرة تمثيلية، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه يمارس التمثيل منذ 12 سنة، وإنه يلقي الشعر وينشط في هذا المجال، وإن فوزه بالبرنامج سيدفع به إلى الأمام.
وأعرب مازن حايك، الناطق الرسمي باسم مجموعة «إم بي سي»، عن رغبة المحطة في التعاون مع الفائز في مشاريع لاحقة في حال وافق هو على ذلك، كما أبدى قطامش موافقته. لكن أحد الذين وصلوا إلى التصفيات نصف النهائية، ورفض الكشف عن اسمه قال لـ«الشرق الأوسط»: «إن كل من وصل إلى هذه المرحلة من البرنامج كان عليه أن يوقع على ثلاثة عقود، تلزمه بعدم الظهور في أي مقابلة أو المشاركة في أي عمل لمدة ثلاث سنوات إلا بموافقة الطرف الآخر. وهو ما سيكبل الرابحين في المرحلة المقبلة». إلا أن هذا المشارك قال أيضا: «لقد بات المشاركون متعودين هذا النمط من التعامل مع التلفزيونات، لا سيما برامج الهواة، بل إن هذا البرنامج أفضل من غيره، إذ ثمة من يربط مصير المشاركين لمدة تصل إلى عشر سنوات، وهو ما يعتبر احتكارا مجحفا».
وقال مازن حايك إن أداء لجنة التحكيم - المكونة من الأكاديمي علي جابر والفنانة نجوى كرم والإعلامي عمرو أديب - كان ممتازا، وشكل قيمة إضافية للبرنامج. كما شرح للصحافيين أن الموسم الثاني لبرنامج المواهب يبدأ في مايو (أيار) المقبل، «ونتوقع أن يكون أفضل من الذي سبقه. وقد بدأت المواهب تتصل وتريد المشاركة، وستكون أكبر عددا وأفضل نوعا بالتأكيد، بعد النجاح الذي شاهدوه».
وردا على سؤال حول عدم إعلان البرنامج عن عدد الأصوات التي حازها كل مشترك، قال حايك «نحن نلتزم شروط البرنامج، ففي النسخة الأميركية كما الإنجليزية لا يعلن عن عدد الأصوات التي حازها كل مشترك، وبالتالي فهذا ليس خيارنا وإنما شرط نلتزمه»، مؤكدا حرص «إم بي سي» في كل البرامج التي تقدمها على عنصر المصداقية مع المشاهدين، وهذا ما التزمته في كل برامجها».
وقال حايك لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذا البرنامج يقدم المواهب الشابة، خاصة أن العالم العربي نصف سكانه لا تتجاوز أعمارهم 30 سنة، ولاحظنا وجود مواهب في مجالات متنوعة لم نكن نتوقعها». بينما علق الإعلامي عمرو أديب، الذي بدا فرحا جدا بفوز مواطنه عمرو قطامش، بالقول: «هذا البرنامج بات ميدان تحرير العرب».
0 التعليقات:
إرسال تعليق